الجمعة، 25 يناير 2008

أسباب عدم اعتبار التصوف قيمة جمالية

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله نحمده ونستعينه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات أعمالنا
من يهده الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا
ثم الصلاه والسلام علي رسول الله وعلي اله وصحبه من سار علي دربه الي يوم الدين

أسباب عدم اعتبار التصوف قيمة جمالية

أولا: المصطلح الذي سبب للكثير من خصومه خللا في الفهم جعلهم يهاجمونه بكل قذيعة وقبيحة، ويتهمونه بما ينقص من قيمته وأهميته.

ثانيا: ظلم المنتسبين إليه له بانحرافهم عن المعاني الحقيقية للتصوف إلى ترهات وخرافات تعطل الدور الحضاري للأمة، وتنتقص من قيمة الشرع والعقل، وتدفع بالآخر إلى الاتهام له بأنه وافد حقير، ومبتدع ضليل.
وقد تخذ من رام التصوف بلوم هؤلاء المتسمين بسمته رُوحَه وصورته، وهم في جلية أمرهم، طائفة تدعي التصوف كذبا وزورا، وتدعوا إليه خداعا ونفاقا، وفات المعترضين على التصوف بسببهم، أن التصوف لا يعبر عنه إلا من صفا من الكدر، وامتلأ من الفكر، وانقطع إلى الله من البشر، واستوى عنده الذهب والمدر، كما قال سيد الطائفة الإمام الجنيد.

ثالثا: الاتجاهات الفكرية والسياسية التي كانت على خط التماس مع التصوف، فإما أن تخدم المعارف الدينية بما فيها التصوف مصالح هذه الطبقات المستغلة للدين في جملة من مناحي حياتها، أو أن يمس بتهمة التواطؤ والعمالة للغير خصوصا الأجنبي، وقد جارى هؤلاء المتهِمين من الساسة وأرباب الفكر في القديم، مستشرقون نبذوا التصوف بدوافع استعمارية، ونبزوه ببعض الشطحات التي صارت عند كثير من الباحثين المعاصرين علما على التصوف، لا يذكر اسمه إلا وتستحضر صورها الذهنية في عقول كثير ممن قرأ عنه في كتيبات تهدى ولا تباع، والغريب أن بعض المجتِرين لأفكار هؤلاء المستشرقين أعداءِ الحياة الروحية في الإسلام، هم من فصيل التراثيين الذين يدجنون الفكر بالسلفية والرجوع إلى الماضي..

رابعا: اعتقاد أن التصوف يقوم بأدوار هامشية في عملية الحراك الاجتماعي، فهو بعيد كل البعد عن الأحاسيس والمشاعر التي تنتاب مؤسسة المجتمع العربي، وتتفاعل مع نشأة التاريخ البشري، بل الأدهى أن يكون التصوف شماعة تعلق عليها تداعيات تخلف الأمة وتقهقرها في ميادين الحياة.

خامسا : عسر هذه المفاهيم الروحية، والمعاني الوجدانية على كثير من رواد الثقافة الإسلامية.

سادسا: امتزاج الأذواق الصوفية بما هو مشترك فيما بينها وبين الديانات والفلسفات الأخرى، وتكرار المقولات التي توحي بوجود تقابل فيما بين التصوف الإسلامي وغيره، (الشريعة، الطريقة، الحقيقة عند المسلمين، في مقابل التطهر، التأمل، الإشراق لدى المسيحيين) بل دعا ذلك إلى اعتبار اللاحق جزءا من السابق، وإن كان اللاحق لا يعاني بعد المسافة من السابق لتوحد المصدر والغاية

,والسلام عليكم رحمه الله وبركاته

ليست هناك تعليقات: